من العين الى اقلب

معالجة تقديم لعبة النسيان Dfsdg
معالجة تقديم لعبة النسيان ?size=125x125

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

من العين الى اقلب

معالجة تقديم لعبة النسيان Dfsdg
معالجة تقديم لعبة النسيان ?size=125x125

من العين الى اقلب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في المسعى الدائم لتوفير محتوى عربي معاصر علمي و فكري وأدبي وفني، وفي جوّ دروب الحميمي الشفاف بين كتابه وقرائه، وتشجيعا للشباب العربي في اقتحام آفاق كتابة وموضوعات جديدة تقدم للقارئ بالعربية آينما كان،نفتح هذه النافذة الأفق للجميع للمساهمة بتقديم مقالات


    معالجة تقديم لعبة النسيان

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 351
    نقاط : 54798
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/06/2009
    العمر : 30
    الموقع : https://maxinfo.ace.st

    معالجة تقديم لعبة النسيان Empty معالجة تقديم لعبة النسيان

    مُساهمة من طرف Admin السبت 6 فبراير 2010 - 5:30

    تتميز الرواية بين الأجناس الأدبية الأخرى بانفتاحها ؛ نتيجة عدم اكتمالها " فهي على خلاف الأجناس الأدبية الأخرى لا تمتلك قوانين خاصة ؛ وما هو فعال تاريخيا يتشكل من عدة نماذج روائية وليس من القواعد الروائية في حد ذاتها " . ( 1 )
    وقد أدى هذا الانفتاح بجنس الرواية إلى الدخول في حوار متعدد الأبعاد مع جميع الأجناس الأدبية الأخرى ؛ كما جعل الرواية صوتا قادرا على التعبير بلغة سردية عن جميع القضايا ؛ سواء أكانت سياسية أو اجتماعية ...
    وفي رواية "امرأة النسيان" للروائي المغربي محمد برادة ؛ (2) نجد الروائي - كعارف بقضايا السرد الروائي – يستغل هذا الانفتاح كخطة لمساءلة الراهن السياسي المغربي ؛ وذلك عبر طرحه لموضوع يغلب عليه الطابع الذاتي أكثر مما ينطبع بالموضوعية . وتكشف عن ذلك بوضوح سنة النشر(3) ؛ التي تحيل على مجموعة من التحولات السياسية المؤسسة للراهن السياسي المغربي .
    وقد سال مداد كثير في هذا الموضوع ؛ فهناك من اعتبر الرواية هجوما عنيفا على رفاق الأمس الحزبيين؛ (4) الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف – كما يقول الفقهاء – فأكلوا كل الكتف ؛ ولم يتركوا شيئا لرفاقهم في النضال . وهناك في الوقت ذاته من اعتبرها تخييلا روائيا ؛ حاول نسج خيوط مرحلة عاشها الروائي عن قرب ؛ ومن حقه – كروائي – التعبير عنها في شكل سردي ؛ ما دام طابع الانفتاح الذي توفره الرواية يسمح له بذلك .
    أما نحن فسنترك هذا وذاك جانبا ونحاول الاقتراب من (امرأة النسيان) ؛ رغم أن المرأة لا تبوح بأسرارها إلا لعاشق .
    النسيان ك" تيمة" مهيمنة على رؤية برادة الروائية
    من خلال عملين روائيين للروائي المغربي محمد برادة : لعبة النسيان و امرأة النسيان ؛ نجد النسيان تيمة أساسية توجه العتبة الرئيسية للنص الروائي (العنوان ) .
    ونعر ف قيمة العنوان في الدراسات البويطيقية الحديثة – خصوصا مع جيرار جنيت - كمدخل رئيسي ؛ وكنص مواز ؛ يبوح بداية بما يريد النص أن يخفيه .
    فما هي أهم الدلالات التي يأخذها النسيان في رؤية برادة الروائية ؟
    في مقدمة الطبعة الثالثة لرواية ( لعبة النسيان ) لمحمد برادة ؛ نجد الروائي يقترب من مفهوم النسيان كما يحضر في روايته بقوله : " ولأننا تعودنا على النسيان ؛ فإننا لا ننتبه كثيرا إلى تغير الأشياء من حولنا ؛ وإلى تغير علاقاتنا وذواتنا . ولكن يكفي أن تنبثق بعض اللحظات من منطقة النسيان فينا ؛ لتبدأ دينامية التذكر ؛ وليبدأ الخيال في نسج ما هو كامن في اللاشعور ؛ وفي الذاكرة الغافية "(5)
    إن النسيان عند محمد برادة آلية للإخفا ء والإعلان في الآن ذاته ؛ فنحن ننسى الكثير مما نعيشه ؛ وفي الآن ذاته ؛ فإن لحظة خاطفة تدفعنا إلى نبش الذاكرة الغافية لتحقيق الإعلان عما أخفي من قبل .
    إن استراتيجية التخييل في الرواية ‘ تقوم في الأغلب على عمل الذاكرة .
    وما يجعل رواية ( امرأة النسيان ) تدخل في علاقة مع رواية ( لعبة النسيان ) – حيث تجتمعان معا حول تيمة النسيان كبؤرة للسرد – هو انتقال شخصية (ف ب) من الرواية الأولى إلى الرواية الثانية :
    " فهمت أنها صديقة حميمة ل: (ف ب) ؛ إحدى الشخصيات النسائية الواردة في رواية لعبة النسيان " (6)
    " ولم أستطع التملص من تحديد موعد لزيارة ( ف ب ) النازحة من صفحات ( لعبة النسيان ) إلى حي فيردان بالدار البيضاء " . (7)
    وما يبدو هو أن (ف ب) شخصية تخييلية في ( لعبة النسيان ) ؛ تقترب من الواقعية في ( امرأة النسيان)؛ الشيء الذي يوحي ولو ترميزا إلى أن ( امرأة النسيان ) رواية مرتبطة بواقع مرحلة معينة من تاريخ المغرب المعاصر ؛ يحاول الروائي أن يتذكرها و يخرجها من بين كثبان النسيان ؛ رغم أنه قريب منها إلى حدود الاتصال بها .
    هكذا توهمنا (امرأة النسيان) بأنها سرد استحضاري ؛ استيعادي ؛ يعمل من خلال الذاكرة ؛ بينما تخفي ارتباطها بالراهن ؛ وتعبيرها عنه ؛ من خلال ارتباط السارد في الرواية بمجموع الشخصيات المؤثثة لفضاء السرد . فتتحول بذلك كتابة الراهن في رواية ( امرأة النسيان ) ؛ إلى كتابة للذاكرة ؛ محولة بذلك أحداثا حقيقية عاشتها الذات الكاتبة إلى خداع وأوهام للتاريخ . ولم يتحقق لها ذلك إلا عبر توثيق صلتها بالنسيان ؛ كاستراتيجية للإخفاء ؛ وإعادة الكشف في صور مختلفة عن النموذج المخفي .
    ولتحقبق هذا الرهان نجد السرد في ( امرأة النسيان ) يتأرجح بين الواقعي الجذاب ؛ وبين الأفق الممكن ؛
    الذي تؤشر عليه الرؤية التنبئية ل: ( ف ب ) ؛ المتمردة على إطار التخييل ؛ الذي وضعها الكاتب داخله. لكن مسار التخييل في الرواية يزعزع (ف ب ) بين الحين والآخر ؛ مرغما إياها على الدخول في لعبة تخييلية منسوجة مسبقا ؛ خوفا من الانفلات الذي قد تحققه ( ف ب) من قبضة التخييل .
    تخاطب (ف ب) السارد قائلة : " منذ كتبت لعبتك وأنت تختبئ وراءها . ألم يحدثك الهادي عني ؟ ما أخباره ؟ منذ رأيته آخر مرة منذ سنوات في المقهى بباريس ؛ لم ألتق به "(Cool
    هكذا يربط السارد شخصية ( ف ب ) بمسار تخييلي سابق ؛ هو مسار( لعبة النسيان) ؛ موهما إيانا باستمرارية التعلق بالذاكرة و التعالي على الراهن .
    لكن هذا التعالي لم يستمر في الرواية ؛ بل يفرض الراهن نفسه على السرد ؛ محولا بذلك النسيان من أداة للإخفاء ؛ إلى أداة للفضح و الكشف عبر توارد مجموعة من الأحداث –نزعم- أنها جوهر المادة الحكائية التي تم تصنيعها روائيا عبر استراتيجية مزدوجة ؛ تنتقل ما بين الإخفاء و الكشف ؛ ما بين الارتباط بالراهن ؛ والانفلات من قبضته .
    هكذا نجد الرواية ترسم لنا مجموعة من المشاهد ؛ كلها تصب في اتجاه واحد ( التحول الاجتماعي لمجموعة من المناضلين الحزبيين ؛ نتيجة التحولات السياسية التي عرفها المغرب إبان حكومة التناوب ؛ و تقلد مناضلي الاتحاد الاشتراكي لمناصب وزارية هامة ؛ أغدقت عليهم من خيرات دار المخزن).
    و يمكن أن نعرض لمجموعة من المشاهد التي تؤكد ما ذهبنا إلي كالتالي :
    يحدثنا السارد عن حفلة حضرها (لأخ له) مستوزر فيقول :
    " عندما أخذني إلى حفلة ؛ أقامها أخ لنا مستوزر بمناسبة زفاف ابنه أو ابنته " (9) . وقد اختار الروائي هذا الحدث ؛ ليرسم من خلاله –عبر مشاهدات السارد – صورة التحول الاجتماعي ؛ الذي يعيشه مجموعة من رفاقه في النضال ؛ الذين اختاروا – خلافا للعبته – لعبة أخرى ؛ واتخذوها وسيلة للترقي الاجتماعي .
    لنترك ( امرأة النسيان ) ؛ ترسم لنا جانبا من هذا التحول :
    " عندما انسابت السيارة مع أحد الشوارع ... التفت إلي مصلح قائلا: لعلك لا تعرف فيلة الأخ (الحلايبي)؟
    لم أكن أعرفها لكنني أعرف صاحبها عن طريق السماع ؛ ومن خلال لقاءات معدودة لم تبدد صورته الغامضة لدي . هو مناضل قديم أصبح رجل أعمال ؛ مارس المحاماة في بداية مشواره ؛ واغتنى مستفيدا من فرص ملائمة ؛ ولم يكن يبخل على الحزب بأمواله" (10)
    وينتقل السارد ليعرفنا عن قرب على مظاهر البذخ ؛ التي يعيشها هذا المناضل ؛ والرفيق في الحزب :
    " ووجدت أن الفيلا أكثر مما كنت أتصور : مدخل طويل ؛ وحديقة شاسعة ؛ ومسبح مضاء يضاهي بحجمه المسابح العمومية ؛ والصالونات فسيحة متداخلة ومتنوعة ؛ بين النمط التقليدي ؛ والعصري ؛ واللوحات الكبيرة تستنسخ مناظر الطبيعة ؛ ومشاهد فلكلورية ؛ وأوان نحاسية ؛ وتماثيل لبوذا الثخين في أوضاع مختلفة ؛ مستعملة بمثابة قوائم لمصابيح موضوعة في زوايا الغرف " . (11)
    هذا التحول لا يخص هذا المناضل لوحده ؛ بل يتجاوزه إلى غيره من رفاقه الذين يلعبون معه نفس اللعبة المربحة : " ...هذا المناخ الجديد الذي تنطق علاماته ؛ وصوره ؛ وملابس ناسه ؛ وقاموسهم بما طرأ على حالهم ( أحوالنا ) من تحولات . " (12)
    ويؤكد السارد في الرواية أنه يعرف كل هؤلاء ؛ من خلال علاقاته الحزبية معهم ؛ لكن ( سبحان مغير الأ|حوال ) : " معظم الحاضرين في هذا العشاء ؛ كنت ألتقيهم باجتماعات اللجنة المركزية ؛ والآخرون أعرفهم (..) ويتساءل السارد باستغراب : هل حقا أنا أعرفهم ؟ "(13)
    هكذا تستغل امرأة النسيان الانفتاح الروائي ؛ الذي تتميز به الرواية كجنس أدبي موسوعي ؛ لترسم لنا صو رة عن الراهن المغربي ؛ الذي يعرف حراكا سياسيا ؛ حاولت الرواية أن تبرز آثاره على مستوى الحراك الاجتماعي .
    ندعو لذاكرة الأستاذ والروائي المغربي الكبير أن تظل حية ؛ تنبش نسيانها ؛ لتمارس المزيد من الفضح لتجار السياسة ؛ الذين اغتنوا على حساب نخبة فكرية وسياسية ؛ ضحت بالغالي والنفيس من أجل أن تحافظ السياسة على نقائها .

    الهوامش :
    1- ميخائيل باختين – الملحمة والرواية – تر: جمال شحيذ – سلسلة كتاب الفكر العربي – ع:3 – معهد الإنماء العربي – ط: 1- 1982- ص: 20 .
    2- محمد برادة – امرأة النسيان – نشر الفنك – ط: 2001 .
    3- تحيل سنة النشر 2001 على الكثير من المستجدات السياسية التي عرفها المغرب ؛ نجد على رأسها دخول الاتحاد الاشتراكي تجربة الحكم من خلال حكومة التناوب . الشيء الذي يؤكد ارتباط المادة الحكائية للرواية بهذه المرحلة .
    4- يعتبر الأستاذ محمد برادة من قياديي حزب الاتحاد الاشتراكي البارزين .
    5- أنظر : لعبة النسيان – مقدمة ط: 2- ص: 3
    6- امرأة النسيان – (ص:6)
    7- نفسه – (ص:Cool
    8- نفسه – (ص: 9)
    9- نفسه – (ص:29)
    10- نفسه – ( ص:29-30)
    11- نفسه – ( ص: 30 )
    12- نفسه – (ص: 31)
    13- نفسه – ( ص:31)

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024 - 7:45