أحاول أن أكف عن البكاء واستنشاق غدٍ جميل .. بالرغم من ذلك لا أستطيع سوى استنشاق رائحة دخاني المنبعث من تلك السيجارة المشتعلة بين أصابعي ..
أسمع تلك الأصوات الصارخة من عقلي وتلك التي أتت من قلبي .. فأصرخ بهما كفى ..كفى... كفى ...
أشعر برغبة للتقيؤ من كل ما هو حولي ، فتجتاحني نوبات من الغضب والبكاء ..
للسكون لذة ونشوة ...
آآآه ما أجمالك أيها الصمت (يقولون لن تشعر بالصمت غير بالموت ..)
أسلبت روحي ؟..
أتوقف قلبي عن ضخ الدماء في عروقي ؟..
أمشي بين تلك الطرق المليئة بالقبور من كل اتجاه .. أدوس تلك القبور ..
وهل هناك من يرقد أسفل الطريق الذي امشي عليه ؟
من كان وكيف كان ؟
ألم لا يشعر به غيري .. ألم يعتصر آخر ضحكاتي وابتسامتي ..
ألوذ إلى جانب من الطريق .. أجلس على صخرةِ الصماء .. هل هي صماء ؟
لا أقوى على الحراك من تلك النظرات المبهمة الكئيبة التي تطاردني حتى بين أنفاسي ..
على مسافة قريبة مني تفتحت براعم جميلة بيضاء اللون .. أسفل تلك الصخرة التي قبعت بالتفكير فوقها ..
اقتربت منها أتلمس وريقاتها الناعمة .. كأنها تكلمني .. تطالب مني التنحي قليلا لأدع أشعة الشمس تتسرب إليها لتنعشها وتبث ذاك الالتواء الرقيق فيها ..
أبتعد عنها قليلا لأتأملها من بعيد ..
أحس ببرودة براسي المثقل بالأفكار ..
فتتساقط حروفي :
الشقاء هو متعتي وعذابي ..
الذعر هو ميلادي وموتي ..
ضحكاتي كفري وحياتي ..
اليأس هو الموت ..
هذه أنا ..
أبحث عني ولا أجدني ..
أصعد إلى تلك الخطوط الوهمية التي رسمتها في السماء من خيوط الحب ..
لماذا ؟.. لماذا ؟ ...
لا ادري وكفى ..
كان كل ما حولي قد لفه أحساس غريب برتقالي اللون لامع ..
أجهشتُ بالبكاء ..
فأسلك تلك الطريق محملة بأفكار متزايدة ..
لأقول :
هنالك صباح آخر ..