هل ينوي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ترجمة
أفادت مصار من المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن المعهد سيضع في برنامج عمله ترجمة عدة أعمال أدبية لكتاب مغاربة ومغاربيين كمحمد شكري ومحمد خير الدين وغيرهم. وأضافت نفس المصادر أن رواية "الخبز الحافي" لمحمد شكري لن تستثنى من الأعمال المقترحة للترجمة إلى الأمازيغية.
وقال أحمد عصيد، عضو المجلس الإداري للمعهد، في اتصال هاتفي للتجديد إنه "لا معنى لأن نستثني رواية واحدة من أعمال كاتب ما ونقول إنها لا تصلح للترجمة"، وجوابا على سؤال حول ما إذا كان المعهد لم يراع كون مضمون الرواية المذكورة مصادما للهوية الإسلامية والتقاليد الأمازيغية الأصيلة، أضاف عصيد أن هذه الرواية موجودة في السوق منذ 20 سنة وبخمس وعشرين لغة في العالم، وقال: "إذا كانت هذه الرواية مصادمة للأخلاق الإسلامية، فقد كان عليكم أن تزيلوها من السوق منذ مدة... وإذا كانت النسخة العربية والفرنسية وغيرهما متداولة في السوق، فلماذا لا نضيف إليها نسخة بالأمازيغية" ومضى عصيد قائلا: "نحن لن نفصل رواية "الخبز الحافي" عن روايات محمد شكري التي ستترجم، وليس هناك أي اعتبار يدعو إلى ذلك، فهي رواية مثل باقي الروايات بالمعايير الإبداعية، ولا تحكمنا معايير أخلاقية في هذا الموضوع".
ومن جهته أكد محمد صلو، المسؤول عن مركز الدراسات الأدبية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، خبر إدراج رواية الخبز الحافي ضمن الأعمال المقترحة لترجمتها إلى الأمازيغية، وقال >نحن نفكر في ترجمة هذه الرواية إلى الأمازيغية، لأن محمد شكري كتبها في فضاء أمازيغي بلغة عربية، والأولى أن تعود إلى لغتها وفضائها الأصليين<، وأضاف "صلو" أنه لا يرى ضررا في أن تترجم رواية "الخبز الحافي" إلى الأمازيغية مادامت موجودة باللغة العربية ولغات أخرى، وقال: "إن كانت هذه الرواية مخلة بالأخلاق كما تقولون، فيجب أن نوفر للقارئ مناعة أخلاقية لا أن نمنعه من القراءة.
كما اتصلت "التجديد" هاتفيا بعميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية محمد شفيق، فلم يؤكد ولم ينف الخبر، واكتفى بالقول إن هناك جهات مغرضة تسعى وراء إفشال عمل المعهد وتتصيد كل فرصة لذلك.
وفي تعليق للدكتور مصطفى الحيا (دكتوراه الدولة في الآداب) قال: "إن صح هذا الخبر، فهو كارثة بالنسبة لمؤسسة رسمية مثل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية"، وأضاف: "أن نسمع مثل هذا من بعض المنابر التي تحب وتريد أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، فهذا شيء إلى حد ما قد يستساغ، ولكن أن يصدر مثل هذا العمل مترجما عن معهد ملكي له مكانته الخاصة، وله ارتباط مباشر بالمؤسسة الملكية، فهذا منعرج خطير ومستوى آخر من الانحراف في المغرب".
يذكر أن رواية محمد شكري مليئة بالعبارات التي تصف مشاهد جنسية خليعة، وتروج للشذوذ الجنسي والزنى وعقوق الوالدين وسبهما. وقد كانت ممنوعة من التداول في السوق المغربية إلى حدود أكتوبر من سنة 2000، حيث رفع عنها الحظر وتم الاحتفاء بها وبكاتبها في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في نفس السنة.
محمد أعماري
28/01/2003 - العدد 574