القدس (رويترز) - انطلق في البلدة القديمة بمدينة القدس هذا الأسبوع معرض "على أبواب الجنة" الذي يشارك فيه 26 فنانا فلسطينيا وأجنبيا باعمالهم.
ووضعت الاعمال الفنية التي تشمل التصوير الفوتوغرافي والنحت والرسم والفنون البصرية في الطرق والأزقة في مواقع مختلفة من البلدة القديمة.
ويقام المعرض تحت شعار "تجوال في البلدة" وهو ثمرة تعاون بين الفنانين المحليين والاجانب والسكان الفلسطينيين في المدينة.
ويقول منظمون ان المعرض وسيلة للتأكيد على التراث الفلسطيني وتاريخ المدينة المقدسة.
وتأتي تلك الانشطة التي تنظمها وتمولها مؤسسات خاصة مع إعلان جامعة الدول العربية القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009.
وتكرس مؤسسة المعمل للفن المعاصر التي تأسست عام 1994 جهودها للترويج للاعمال الفنية ونشرها في المجتمع العربي في القدس وهي واحدة من المؤسسات المحلية التي ستنظم عشرات الانشطة للاحتفال باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009.
ومنعت اسرائيل إقامة كثير من الانشطة للاحتفال باختيار المدينة عاصمة للثقافة العربية وخاصة التي تشرف علي تنظيمها او ترعاها السلطة الفلسطينية.
ويتيح المعرض فرصة لكثير من الفنانين لتقديم أعمالهم وتبادل الخبرات الثقافية.
ويطلب الفنان النرويجي هنريك بلاشت ان يعتذر كل من أساء الى شخص آخر عن أفعاله. وهذه هي الفكرة التي يعبر عنها عمله الفني الذي اطلق عليه اسم "اعتذر". ويقول بلاشت ان المعرض وسيلة لاجراء حوار فني.
واضاف الفنان النرويجي قائلا "عندما تلقيت دعوة مؤسسة المعمل.. تسلمتها في 13 فبراير (شباط). كانت مصادفة بالغة الغرابة. أعني بالمصادفة أنه كان اليوم الذي اعتذرت فيه الحكومة الاسترالية لسكان استراليا الاصليين عن الطريقة التي عوملوا بها على مدى عدة أجيال."
وتتبنى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) مبادرة العاصمة الثقافية العربية ضمن مشروع العواصم الثقافية للترويج والاحتفاء بالثقافة العربية وتشجيع التعاون في المنطقة العربية على غرار الاحتفال ببرامج العواصم الثقافية في اوروبا والامريكتين. وادرجت المدن العربية لاول مرة في برنامج العواصم الثقافية عام 1998. ومنذ ذلك الحين اعلنت مدن منها القاهرة والخرطوم والرياض والجزائر عواصم للثقافة العربية في كل عام.
واصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما بتشكيل لجنة وطنية لتنظيم الانشطة الثقافية لعام 2009. وسيتولى الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش رئاسة اللجنة.
واختيرت دمشق عاصمة للثقافة العربية للعام الجاري.
وقد يمثل الفصل بين الفن والسياسة في القدس التي تحتل قلب الصراع في الشرق الاوسط تحديا رئيسيا للمنظمين والمشاركين.
وتعتبر اسرائيل القدس عاصمتها الموحدة ويريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم التي يأملون في إقامتها مستقبلا.
ومنذ اعلان قيام اسرائيل عام 1948 لم تحظ أي سيادة رسمية على القدس باعتراف الامم المتحدة والقوى الدولية.
وانتزعت اسرائيل القدس الشرقية والضفة العربية من الادرن في حرب عام 1967. وضمت اسرائيل القدس الشرقية وقرى الضفة الغربية المحيطة بها الى بلدية للقدس أعلنتها عاصمة موحدة وأبدية. ولم تعترف القوى الدولية بهذا.
ويعيش 250 الف فلسطيني تقريبا فيما تدعوه اسرائيل بلدية القدس الى جانب نصف مليون يهودي.
تحيتى