الاخيرة: وجوه محمد شكري
خضير ميري
ما زالت كتب محمد شكري على قلتها تحظى بانتشار واسع وباعادة طبعاتها باستمرار وهو الكاتب المغربي الذي منع من التداول لمدة طويلة وكانت كتاباته مثيرة للشبهات ويسجل عليها العقل العربي الاخلاقي تحفظات كثيرة ابرزها موقف الصراحة الشديدة
التي اقدم عليها شكري في فضح جانب حساس من ماضيه الشخصي وتناوله لاسرار عائلية ليس من المألوف الخوض فيها وليس اقلها ما عاشه هو شخصيا من مغامرات شاذة وحماقات وكحوليات اهلته لان يكون صديقا شخصيا لكل من جان جينيه وتنيسي وليامز ويضع كتب ببلوغرافية عنهم .
الان اعادة تداول محمد شكري في دور النشر العربية مثل (دار الساقي والجمل) وغيرها تأتي في ضوءانعطافة ملحوظة للرواية العربية الجديدة باتجاه الكتابة الاباحية او الطرح الجريء وتحول الكاتب العربي الى فضح المسكوت عنه والتعرض له ومحاولة استثماره سرديا وهي محاولات وان كانت قليلة الا انها تؤشر مرحلة جديدة للمسرود العربي وتخلصه من العقد الاخلاقية والحراسات الدينية والايدولوجية في وقت يتصاعد فيه الخطاب التكفيري ويصبح العنف الرجعي هو الواقع العربي الدامي اليوم.
وهكذا تأتي رواية وجوه لمحمد شكري تعبيرا عن السجل الفوضوي لحياة كاتب عاش طويلا بين الحانات والشوارع والارصفة وهو يحرص فيها على التخلص من الشكل التقني الزائف للرواية العربية الكلاسيكية متقربا الى وجهات نظر شخصياته المعاشة غير ميال الى التعالم والتبرير وهو ما ميز اسلوب محمد شكري الذي رحل عنا قبل ان يحصد ثمار شهرته كما يجب وكان بذلك رائد للرواية المضادة ذات الطابع الاشكالي التي اهلته لان يحتل المرتبة الاولى في مبيعات الرواية العربية اليوم وربما غدا ايضا من يدري؟